استيلاء على عقارات مسيحيين غائبين عن القامشلي
حاول رجل أعمال نافذ الاستيلاء بوثائق مزوّرة، على عقار في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة تملكه عائلة سريانية مُهاجرة. وعملية الاستيلاء هذه ليست الأولى من نوعها، ويبدو أنها تستهدف عقارات الغائبين.
وأصدرت عائلة أفرام السريانية، بياناً في 7 تموز الجاري، قالت فيه إن جميل هساري الملقب بـ”أبو دلو” لم يشترٍ أي عقار منها، بل هو يستأجر فقط محلات تجارية في بناء لها. العائلة أكدت أنها تملك تلك المحلات بموجب سندات ملكية نظامية.
أبو دلو من رجال الأعمال المعروفين في القامشلي، وهو تاجر كردي لديه علاقات جيدة مع مسؤولين في النظام السوري وفي الإدارة الذاتية. وتشير مصادر سيريا ريبورت إلى إن أبو دلو ينشط أيضاً في التجارة عبر معبر سيمالكا بين إقليم كردستان ومناطق الإدارة الذاتية.
إحدى نساء العائلة تحدثت لمراسل سيريا ريبورت في المنطقة، قائلة بإن العائلة تملك بناءً مكوناً من أربعة طوابق كائن في شارع الرئيس من مدينة القامشلي. وكانت العائلة تؤجر محالاً تجارية في الطابق الأرضي من ذلك المبنى لتجار في المدينة، وفق عقود تأجير دائمة “الفروغ”.
والفروغ هو عقد تأجير لمدة غير محددة ويخضع لنظام التمديد الحكمي. وما زال العمل سارياً بالفروغ في حالة عقود الإيجار الموقعة قبل صدور قانون الإيجار رقم 10 لعام 2006. ووفق نظام الفروغ، يحق للمستأجر التنازل عن المحل، بكافة عناصره المادية و المعنوية، إلى مستأجر آخر، مقابل مبلغ يسمى “بدل الفروغ” والذي يُعادُلُ فعلياً السعر الحقيقي للمحل في السوق.
وبحسب عائلة أفرام، فقد قام أبو دلو مؤخراً بدفع بدل الفروغ لجميع التجار الذين كانوا يستأجرون المحال التجارية في عقار العائلة. وبالتالي، فهو مُستأجر فحسب وفق نظام الفروغ.
مراسل سيريا ريبورت نقل عن أحد أفراد العائلة قوله بأن أبو دلو، قدّم عرضاً للعائلة قبل بضعة أشهر لشراء كامل العقار، ولكنه تراجع بعد ذلك وسحب عرضه. وتًرجّح العائلة أن يكون سبب التراجع هو معرفة أبو دلو، بأن أخر ذكور عائلة أفرام، مالكة العقار، بصدد الهجرة إلى السويد والانضمام الى بقية إخوته المغتربين هناك.
وفعلاً، وبعد هجرة الشاب إلى السويد، استغل أبو دلو غيابه، وقام بمحاولة الاستيلاء بالتزوير على كامل العقار. وتمّ ذلك عبر إجراء سلسلة من عقود البيع المزورة للعقار، كل مرة باسم أحد المتعاونين مع أبو دلو. وفي العقد الأخير، اشترى أبو دلو العقار. الخطوة التالية المتوقعة لأبو دلو، كانت رفعه دعوى في محكمة القامشلي التابعة للسلطة القضائية السورية، بغرض تثبيت عقد البيع الأخير بوصفه مشترياً حسن النية للعقار، ومستغلاً عدم مطالبة أحد به. وهذا ما لم يحدث بسبب تنبه العائلة.
وهذه ليست أول مرة يقوم بها أبو دلو، بعملية الاستيلاء على عقار بالتزوير. بل تشير مصادر سيريا ريبورت، إلى أن أبو دلو، قد استولى بالتزوير على عقارات أخرى لمغتربين عن القامشلي، خاصة من المسيحيين. وسبق أن أصدرت عائلة اسحاق بياناً مماثلاً مندداً باستيلاء أبو دلو على عقارهم.
ويتواطأ مع أبو دلو، مجموعة من القضاة والمحامين وموظفي السجلات العقارية، لتثبيت عقود البيع المزورة في السجلات العقارية. ويستغل أبو دلو، في بعض الأحيان، لتمرير عمليات التزوير تلك، حالة تشتت السلطة القضائية في محافظة الحسكة، بين المحاكم التابعة لدمشق، ومحاكم الإدارة الذاتية.
عائلة أفرام قالت إنها تحركت لمنع أبو دلو من نقل مُلكية عقارهم إلى اسمه: أولاً، تقدمت العائلة بدعوى قضائية ضد ابو دلو في محكمة القامشلي التابعة للسلطة القضائية السورية. وثانياً، أرسلت العائلة خطاباً للسفارة السورية في السويد. كما ترى عائلة أفرام بإن هناك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الإدارة الذاتية لأن أبو دلو يعتبر من التجار المقربين جداً منها.