أرقام مبالغ فيها عن العائدين والعقارات المزالة في الرستن بريف حمص
في 24 أيار 2022، قال رئيس مجلس مدينة الرستن شمالي حمص، لجريدة الوطن شبه الرسمية، بأن عمليات ترحيل الأنقاض، وترميم المنازل تجري على قدم وساق، وكذلك عمليات هدم العقارات المُهددة بالسقوط. رئيس المجلس أشار إلى عودة معظم النازحين عن المدينة، وتقديم كل المساعدات اللازمة لتسهيل عودة البقية.
لكن، رئيس المجلس أورد أرقاماً مبالغ فيها عن أعداد النازحين العائدين، وعن المنازل التي تمت إزالتها، وحتى عن كمية الأنقاض التي تم ترحيلها، بحسب مصادر سيريا ريبورت في المنطقة.
وتقع مدينة الرستن على مسافة 21 كيلومتراً من عن مركز مدينة حمص، على الطريق الدولي حلب-دمشق. وكان عدد سكان المدينة يقدر في العام 2011 بنحو 85 ألف نسمة. خرجت المدينة عن سيطرة قوات النظام مطلع العام 2012، وتعرضت، كما بقية مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، لحصار خانق لست سنوات. وتعرضت الرستن خلال تلك الفترة لقصف صاروخي وجوي مكثف دمّر البنى التحتية وأبنية المؤسسات الحكومية والرسمية، ومنازل المدنيين. في العام 2017 أشارت إحصائية قام به المجلس المحلي المعارض في مدينة الرستن، إلى أن عدد سكان المدينة كان حوالي 55 ألف نسمة. أي أن حوالي 30 ألفاً نزحوا عن المدينة خلال فترة سيطرة المعارضة، ونسبة جيدة منهم نزحت إلى مناطق سيطرة النظام في حين وجد آخرون طريقهم إلى بلاد اللجوء.
في شهر أيار 2018، وافقت المعارضة في ريف حمص الشمالي على اتفاق مصالحة مع النظام، تضمّن تهجير فصائل المعارضة ومن لا يرغب بالبقاء والتسوية من الأهالي. وفعلياً، بلغ عدد المُهجرين قسرياً نتيجة اتفاق المصالحة نحو 25 ألف نسمة، ممن انتقلوا إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري. وبقي في الرستن، بعد تنفيذ اتفاق المصالحة، نحو 30 ألف نسمة.
الملفت في تصريحات رئيس مجلس مدينة الرستن الأخيرة لجريدة الوطن، قوله بأن نحو 16 ألف نسمة عادوا إلى منازلهم من أصل نحو 20 ألف نسمة كانوا قد هجروها. ويشير مراسل سيريا ريبورت في المنطقة، إلى أن العودة اقتصرت على النازحين عن المدينة خلال فترة سيطرة المعارضة ما بين العامين 2012-2018. كما أشار المراسل إلى أن نسبة كبيرة من أولئك لم يعودوا للاستقرار بشكل دائم في الرستن، بل عادوا للزيارة ولتفقد أملاكهم. إذ أن المنطقة غير مؤهلة بعد لعودة النازحين واستقرارهم فيها، وأغلب أحياء المدينة مدمرة. كما أن تكاليف عمليات الترميم تفوق قدرة أغلب الأهالي.
رئيس مجلس مدينة الرستن قال بأن عدد المنازل التي أُعيد ترميمها عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري وصل إلى نحو 250 منزلاً، وتضمنت أعمال الترميم تركيب أبواب ونوافذ وتزويد هذه المنازل بخزانات مياه. المراسل قال أن لجنة من المتطوعين في شعبة الهلال الأحمر في الرستن، قامت بانتقاء المنازل المُستهدفة بالترميم وفق مجموعة من المعايير؛ كأن يكون أصحاب المنزل بدون معيل، ومع مراعاة نسبة تضرر المنزل. ولكن، وبعد رصد المستفيدين من العملية، يبدو بأن المعيار الأهم لاختيار المنازل، كان توصيات قدمها مسؤولون أمنيون وعسكريون في قوات النظام. كما أشار المراسل إلى أن عملية الترميم، اقتصرت في معظم الحالات، على تقديم ثلاثة أبواب من الخشب، وخمسة نوافذ من الألمنيوم، فقط، للمنزل الواحد.
رئيس مجلس المدينة قال بأن المجلس أزال نحو 100 منزل مدمر وآيل للسقوط كانت تهدد السلامة العامة، بالتعاون مع الأهالي في المدينة. لكن المراسل، شكك في عدد المنازل المزالة وأشار إلى وجود مبالغة كبيرة في ذلك. المراسل لم يتمكن من الوصول إلى عدد دقيق للمنازل المزالة، لكنه أشار إلى إن مجلس المدينة يفتقر إلى الوسائل والتمويل لتنفيذ عمليات هدم وإزالة على هذا المستوى، كما أن عملية الهدم مكلفة للأهالي.
وأضاف رئيس المجلس بأن مجلسه، بالتعاون مع الفعاليات الشعبية، رحّل نحو 5 آلاف متر مكعب من الأنقاض، في حين قامت مؤسسة الإنشاءات العسكرية بترحيل نحو 10 آلاف متر مكعب من الأنقاض. في حين أكد مراسل سيريا ريبورت بأن القسم الأكبر من عمليات ترحيل الأنقاض قامت بها مؤسسة الإنشاءات العسكرية، بينما كانت مساهمة المجلس المحلي متواضعة للغاية على عكس الأرقام المعلنة.